برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز ينظم "حوارات السعادة"

16 أبريل 2019

نظم برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي اليوم " فعالية حوارات السعادة" و التي أقيمت هذا العام تحت شعار "أسعد بيئة عمل" وذلك ضمن مبادرة المعرفة الحكومية، للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال إسعاد المتعاملين والموظفين ومناقشة آليات تحسينها بناء على نتائج دراسات السعادة التي تنفذها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لحكومة دبي.

تضمنت الفعالية جلسات حوارية بحضور سعادة الدكتور عبد الله محمد الكرم، رئيس مجلس المديرين ومدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية وسعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية.

تناول الحضور دور الحكومة في تحسين مستوى سعادة الموظفين، والبرامج والمبادرات الحكومية الرامية على إسعاد الموظفين، وبيئة العمل الحكومي وأثرها على سعادة الموظفين ونتائج الجهة الحكومية.

و استعرض صباح سالم الشامسي مدير إدارة الخدمات المؤسسية في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي أهمية إسعاد الموظفين في القطاع الحكومي وممارسات حكومة دبي لإسعاد موظفيها.

و قال سعادة الدكتور عبد الله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن إبداء الامتنان، وبناء الثقة وتبادلها من أهم جوانب السعادة التي من شأنها تعزيز السعادة المؤسسية، مشيرا إلى أنه عندما يتوقع الأفراد بناء علاقات تعتمد على الثقة بينهم، فإن ذلك يسهم في إنجاز المهام بسرعة ويخلق بيئة عمل سعيدة ".

ولفت الكرم إلى أن كل شخص مسؤول عن سعادته و ما يمكن للآخرين تقديمه لك هو توفير الدعم لبلوغ هدفك مؤكدا أنه من يريد السعادة من قلبه سيجد الدعم من الآخرين من حوله لتحقيقها.

وأضاف مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن بيئة العمل غير التقليدية ما هي إلا بداية للإجابة عن سؤال سألناه لأنفسنا منذ سنوات: هل نحن سعداء.. لافتا إلى أن بيئة العمل التي تعتمد الأدوات الخمس لجودة الحياة وهي /التواصل، النشاط والحيوية، العطاء، الاستمرار في التعلم، وتدوين الملاحظات/ تنعكس بشكل إيجابي علينا كأفراد وعلى الطريقة التي نؤدي بها عملنا وعلى مجتمعنا، وعلى التأثير الذي بإمكاننا تحقيقه في المجتمع الذي نعمل فيه، والعالم الذي نعيش فيه".

وقال : "من هذا المنطلق، بدأنا منذ 4 سنوات تنفيذ استبيان السعادة كأداة نوفرها لزملائنا في الهيئة من أجل قياس مدى سعادة كل فرد فينا ولدى كل عضو في الهيئة مؤشر خاص عن سعادته، وتقرير مفصل بدرجاتها، وأدوات تحقيقها، كما نقوم بتحليل النتائج بشكل دوري ومن ثم العمل معا كفريق عمل من أجل دعم زملائنا في الجوانب التي تعزز مؤشر السعادة لدى كل عضو في الهيئة، وترفع من الكفاءة المؤسسية والحوكمة وما تتضمنه من الاستفادة من الممارسات الدولية في التمكين الذاتي والإدارة الذاتية".

و أكد سعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية خلال الجلسة الحوارية أهمية المحافظة على بيئة عمل صحية وسعيدة في الدوائر الحكومية ونوه إلى حرص حكومة دبي على إسعاد موظفيها وتعزيز تفاعلهم بهدف زيادة الإنتاجية وتقديم خدمات عالية المستوى. وأشار إلى أن الهيئة أطلقت عدة مبادرات وبرامج عدة تركت أثرا بالغ الأهمية في تمكين موظفي حكومة دبي، وإسعادهم ورفع مستويات الرضا والتناغم الوظيفي لديهم، وتنمية روح الإبداع والابتكار عندهم.

و شدد الفلاسي على أن القيادة الرشيدة تؤمن بأهمية وقيمة العنصر البشري لضمان استمرارية مسيرة الإمارة التنموية، ومن هذا المنطلق يحتل ترسيخ مفهوم السعادة في بيئة العمل صدارة ألويات الهيئة، انطلاقا من مسؤولية إدارة الموارد البشرية لضمان بث الطاقة الإيجابية والسعادة في مكان العمل. وثمن فعاليات حوارات السعادة و أشاد بالمناقشات والمحادثات التي أثمرت مخرجات ستسهم في تطوير المزيد المبادرات والبرامج التي من شأنها تعزيز مفهوم السعادة ونشر روح الابتكار والعمل الجماعي لموظفي حكومة دبي، فضلا عن الوقوف على الممارسات الحالية لتحديد نقاط التحسين.

من جانبه أكد الدكتور هزاع النعيمي المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز سعي حكومة دبي دوما لأن تكون سباقة ورائدة في تطبيق أفضل الممارسات العالمية وترسيخ مفهوم السعادة في بيئة العمل انطلاقا من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الرامية إلى تعزيز سعادة موظفي حكومة دبي لما لها من أثر بالغ في تحقيق السعادة في المجتمع، مشيرا إلى أن سعادة الموظفين والمتعاملين ركيزة أساسية لدفع مسيرة التطور والتنمية والارتقاء بالعمل الحكومي نحو آفاق جديدة، وبما يضمن مواكبتها لتطلعات وطموحات إمارة دبي.

و قال النعيمي: "تنطوي مبادراتنا في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز على الارتقاء بأداء العمل الحكومي وتهيئة البيئة المواتية لتحقيق السعادة في مكان العمل، وترسيخ مفهوم السعادة قيمة أساسية في المجتمع، ومن هذا المنطلق تشكل حوارات السعادة منعطفا هاما في جهودنا في هذا المجال حيث تولد الجلسات والمناقشات العديد من الأفكار والمبادرات التي من شأنها استنباط حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه موظفي حكومة دبي والتعرف عن قرب على رؤيتهم ومقترحاتهم لخلق بيئة محفزة على الابتكار والإبداع ومن ثم تحقيق السعادة لهم ولمجتمع دبي بشكل أوسع".

وقدم صباح سالم الشامسي مدير إدارة الخدمات المؤسسية في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي عرضا حول البرامج والمبادرات التي تنتهجها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لتعزيز محفزات السعادة والإيجابية في بيئة العمل للوصول لتحقيق السعادة الوظيفية و أشار إلى أن سعادة الموظف ترتبط بشكل وثيق بإنتاجيته في العمل مؤكدا أن الأمانة العامة تعتمد نهجا للسعادة يتمحور حول الاهتمام ببيئة العمل وصحة الموظف وراحته النفسية والتي تعكس بدورها شعوره بالرضا والسعادة ومن ثم زيادة ولائه المؤسسي بالإضافة إلى التقدير الوظيفي وتفعيل أنظمة المكافآت والحوافز.

وأضاف الشامسي أن الأمانة العامة قطعت شوطا كبيرا في تعزيز نمط التفكير وخطط إسعاد الموظفين بشكل مبتكر وتهيئة بيئة العمل الإيجابية وزيادة معدل السعادة بشكل مستمر، وتشجع الروابط والعلاقات الإيجابية بين أعضاء الفريق، لتمكينهم من تحقيق قدراتهم وكامل إمكاناتهم.

أفضل الممارسات العالمية.

و قدمت احدى الجلسات المتحدثة العالمية صني جروسو الرئيس التنفيذي لكلتشر تريلز في سان فرانسسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، والتي أطلعت المشاركين على أبرز الممارسات العالمية في مجال إسعاد الموظفين، وحقائق وأرقام عن سعادة الموظفين عالميا، وأفضل الحكومات والجهات العالمية في إسعاد موظفيها، ومدى انعكاس سعادة الموظفين على المجتمع.

واستعرض برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز دراسة تقيس سعادة الموظفين في حكومة دبي حاليا داخل كل جهة حكومية وتهدف إلى تزويد الجهات الحكومية بتقارير شاملة توضح نقاط القوة ومجالات التحسين فيما يتعلق برأي الموظفين وفهم تصور وآراء الموظفين تجاه الآليات الحالية بالجهات الحكومية التي يعملون بها، وتحديد المعايير الرئيسية المؤثرة في مدى سعادة الموظفين وتحديد مجالات التحسين ذات الأولوية في كل جهة حكومية. وتشمل الدراسة - التي تضم 32 جهة حكومية - مستوى سعادة الموظفين من ضمن عدة معايير رئيسية و آخرى فرعية، تشمل الجوانب المختلفة التي من شأنها التأثير على مدى سعادة الموظفين.

و يتم من خلال الدراسة كذلك فتح المجال لإضافة التعليقات، والآراء والمقترحات من خلال سؤال نصي يتيح التعبير عما يريد الموظف ذكره أو اقتراحه فيما يخص الجهة الحكومية التي يعمل بها، وذلك ضمن 4 مؤشرات هي مؤسر السعادة، ومؤشر الرضا، ومؤشر التناغم، ومؤشر الولاء.

مختبرات السعادة وفي ختام الفعالية نظم برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز مختبرات للسعادة تضمنت آليتي العصف ذهني وشجرة التحديات والأهداف بحضور أكثر من 130 ممثلا عن الجهات الحكومية بدبي، ومنسقي البرنامج ومنسقي دراسة سعادة الموظفين لدى الجهات الحكومية.

و تم تقسيم المشاركين إلى 3 فرق وتوزيع التحديات المستنبطة من الدراسة على كل فريق لإعداد شجرة التحديات وشجرة الأهداف، ومن ثم مناقشة مخرجات كل فريق بشكل جماعي.

و عملت الفرق على تحديد أبرز فرص التحسين بناء على دراسة رضا الموظفين لعام 2019 على مستوى الحكومة وبحث سبل تعزيز مستوى السعادة لدى موظفي حكومة دبي.

و خلص المشاركون إلى قائمة من التحديات الخاصة بسعادة الموظفين وأسبابها و قائمة بالمقترحات لمواجهة هذه التحديات، والخروج بتوصيات مهمة ومبادرات وأنشطة تسهم في مجملها في تحقيق غاية سعادة الموظفين.

وخلال الفعالية، أطلق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز مسابقة دبي تبتكر لعام 2019 أحد أنشطة مبادرة محمد بن راشد للابتكار الحكومي و تستهدف تحفيز موظفي حكومة دبي على استنباط الأفكار الإبداعية في مختلف مجالات العمل الحكومي وتعزيز ثقافة الابتكار في الجهات الحكومية وبما يدعم الإبداع والابتكار والتنافسية وبما يتماشى مع توجهات إمارة دبي وتطلعاتها المستقبلية لتصبح دبي المدينة الأكثر ابتكارا في العام بحلول عام 2021، كما تستهدف الاستجابة للتحديات التي تواجهها الجهات الحكومية واقتناص الفرص الناتجة منها.

وطرح البرنامج سؤال التحدي للمسابقة هذا العام والذي يتمثل في كيف يمكن أن يكون موظف حكومة دبي أسعد موظف في العالم؟ ..على أن يتم الإعلان عن الفائزين خلال ملتقى الابتكار في شهر يونيو المقبل..و تستهدف المسابقة المخترعين والمبتكرين والأفراد العاملين في حكومة دبي، وطلاب الجامعات .

وأفصح البرنامج عن معايير تقييم الفكرة على صعيد مدى إبداعها وسهولة وتكلفة تطبيقها، والأثر المتوقع للتطبيق والمشاركة.